!!    على الجميع تحمل مسئولياتهم

لم تمض سوى ساعات على حكم المحكمة الاسكتلندية على المواطن الليبي / المقرحي /بأنه مذنب في أغرب حكم من نوعه ودون سند قانوني أو أدلة دامغة أو حتى قرائن قوية في معاكسة صريحة وواضحة للقانون الاسكتلندي ذاته الذي يفسر أية شكوك لصالح المتهم أو المشتبه فيه وهو ما أعطى الحكم الصادر ضد المواطن الليبي طابعاً سياسياً باعتباره محاولة ممجوجة ومكشوفة للهروب إلى الأمام بدلاً من الانصياع للحق والعدل وما تفرضه قواعد المنطق والقانون .. وهو ما يؤكد منطقياً أن المحكمة قد استجابت للضغوط التي مورست عليها من الدول الكبرى ونخص أمريكا وبريطانيا في محاولة للتأثير على الموقف الليبي الصلب المطالب بالتعويض العادل عن الحصار الجائر .. وبقصد جر الدولة الليبية للمساومة على حق الشعب الليبي في التعويض وتنازلها عن تمسكه بمحاكمة مجرمي الحرب الأمريكيين والبريطانيين الذين دبروا مجزرة عام 86 ف ضد الليبيين العزل والأبرياء وهم نيام.

 

لم تمض سوى ساعات قليلة حتى عم العالم رفض شامل لهذا الحكم من قبل شعوبه وقواه الحية والتنظيمات السياسية والنقابية وآلاف المفكرين والمثقفين والسياسيين والجمعيات الخيرية وغيرها .. وهو ما يعكس بوضوح شديد مدى رفض العالم للغطرسة ومحاولة الهيمنة الإمبريالية التي تفتعلها القوى الكبرى ويؤكد أن الهزيمة التاريخية لفلول المشروع الاستعماري قاب قوسين أو أدنى من التحقيق بتأثير المواقف الثابتة والتصدي الحازم لهذه المؤامرة الاستعمارية من قبل الشعب الليبي وقيادته الفذة والعالمية.

في ذات الوقت يستطيع الشعب الليبي أن يؤكد بوضوح شديد للعالم أنه لا يمكن لي ذراعه ولا أن تثنيه قوة مهما بلغت عن دوره الريادي في قيادة أفريقيا لتحقيق وحدتها .. وتقديم النموذج التاريخي للحرية وللتحرير عبر منهجه الإنساني الخالد .. والحفاظ على ثوابت الأمة العربية في حرية ترابها ووحدتها.

وليشهد العالم وأصدقاء أمريكا قبل أعدائها أن التلاحم بين الشعب الليبي وبين قيادته الثورية كفيل بدك أي أخطاء مهما بلغت شدتها عن هذا الوطن المعطاء المقاوم والعنيد في صلابته وتماسكه.

فقط   :

ليس أمام هذا الحلف المعادي إلا أن يمد يداً بيضاء خالية من أي سوء ولا يكفي الشعب الليبي حسن النوايا .. ولا يكفيه الإعلانات .. إن هذه المواجهة التي سعت إليها الإمبريالية العالمية لا يفضها إلا سلوكيات واضحة تحترم حقوق الشعب الليبي في سيادته و أرادته الحرة دون مساس بها ، والتراجع عن هذا الخلط الذي حدث بالضغوط على المحكمة الاسكتلندية وفاءً للتعهدات التي قطعت للوسطاء وعلى رأسهم الأمين العام الأمم المتحدة .
لقد قال الشعب الليبي كلمته في مسيرات غاضبة رفضاً لما حدث 

وعلى الجميع تحمل مسئولياتهم 
عدواً كان أو صديقاً

عـودة