قبل الأضواء .. حب الجماهير

تتواصل في الخرطوم القمة الثالثة لتجمع الساحل دول والصحراء س / ص هذا التجمع الوليد والذي ولذي شابا يافعا فلم تكد تمضي غير سنوات ثلاث على ميلاده حتى صارت عضويته تجسد كماً ونوعاً هائلا قياسياً بأي عمل مماثل في العالم ففوق أن العضوية قد تكثفت من خمسة أعضاء إلى خمسة عشر عضواً فهي تضم مصر والسودان والمغرب ونيجيريا وتونس إلى جانب الجماهيرية العظمى بما تمثله هذه الأقطار من وزن وثقل نوعي في القارة وكذا على المستوى الدولي يزيد التجمع بعدا وتأثيرا في السياسة الدولية ما يتمتع به الأخ قائد الثورة من مكانة دولية وما يحظى به من تأييد ودعم لدى شعوب العالم قاطبة .

 

ولقد أنهى أمس المجلس التنفيذي للتجمع اجتماعه بإصدار إعلان الخرطوم الذي أكد على أهداف هذا التجمع الأفريقي الشاب وشدد كثيراً على تحقيق طموحات جماهيره .كما أبرز المجلس التنفيذي دعم هذا التجمع للوحدة الأفريقية واعتبرها هدفا استراتيجيا للقارة .

 

لقد أدرك أعضاء التجمع بوضوح شديد أهمية الدور الاقتصادي في دعم الاستقرار وتحقيق التنمية وهي الكفيلة بصنع التقدم ورفاهية الإنسان من هنا اخذ الجانب الاقتصادي حيزا كبيرا بين تكامل واستثمارات وبناء جسور قوية للتبادل بين أقطار التجمع سواء على مستوى التجارة البينية أو الإنتاج المشترك .

 

كما حظى التنسيق السياسي على إجماع دول التجمع بما يضمن توحيد الإرادة السياسية تخلصاً من دوائر الهيمنة وفي نفس الوقت بناء الإرادة الذاتية المتحررة والقوية والمجسدة لمصالح الجموع ولقد كانت قضية لوكربي علامة فارقة على هذا الطريق فقد حظيت بإجماع دول التجمع على إدانة الحكم السياسي الصادر ضد المواطن الليبي المحتجز عبد الباسط المقرحي .كما شددت دول التجمع على دعم مطالب الجماهيرية العظمى بضرورة الرفع الكامل والفوري للإجراءات الظالمة التي كانت مفروضة على الشعب الليبي بسبب الاتهامات الملفقة لمواطنين ليبيين .

 

ولقد كان من الملفت للنظر أن يسعى المجتمعون الذين اعدوا للقمة الثالثة للإعداد في نفس الوقت لعرس أفريقيا الكبير والذي يشد انتباه العالم من هذه اللحظات وهو إعلان الاتحاد الأفريقي والذي تقرر لميلاده أن يكون في مدينة سرت المجاهدة من خلال قمة سرت الثانية المقرر لها شهر الربيع (مارس) القادم . ويأتي هذا الإعداد على قاعدة أن تجمع دول الساحل والصحراء ليس محوراً داخل أفريقيا ولكنه حضن دافئ لكل أفريقي ومرفأ لحل نزاعاتها ومشاكلها.

 

وهذا ما أكد عليه المجلس التنفيذي الذي بارك حل الخلافات سلما وحواراً على مسؤولية قادته ولمصلحة شعوبه.

 

إن إجماع المراقبين على نجاح هذا التجمع يعكس بوضوح شديد تاريخية الفعل العظيم الذي ينشده معمر القذافي للإنسان في أفريقيا ويؤكد بوضوح شديد أيضا أن معمر القذافي يعيش من أجل الجموع . وإذا كان قد خطف الأضواء في الخرطوم على حد تعبير وكالات الأنباء فإنه خطف قبل الأضواء حب الجماهير بالملايين التي يعيش من أجلها ويكافح من أجل حريتها وسعادتها.

 

عـودة