المقرحي .. مخطوف وليس مذنباً 

رغم هذا الحكم الجائر على المواطن الليبي الذي قبل بالمثول أمام محكمة اسكتلندية طواعية ولم يكن من حقها أصلاً أن تستدعيه للمثول أمامها .. فقط فرط في حريته وحقوقه التي يكفلها له القانون الليبي والقانون الدولي إظهاراً للحق وإثباتاً ليراءته وكشفاً للدعايات السامة ضد الجماهيرية العظمى شعباً وثورة .. مستغلة حسن النوايا لدى الشعب الليبي والوسطاء من أصدقائها وأصدقاء ليبيا الذين اتخذتهم ستاراً للخديعة وتنفيذ مخططاتها العدوانية.. 

 

وهروباً من الالتزامات الدولية والأخلاقية والتي تلزمها بتعويضات عادلة عن فترة الحصار الظالم الذي تعرض له الشعب الليبي لأكثر من 10 سنوات وتهربا من ملاحقة الشعب الليبي لهم بتحقيق دولي ومحاكمات لا تقل عن محاكمات مجرمي الحرب لكل من خطط ودبر وساهم في العدوان الغادر على الأبرياء في طرابلس وبنغازي عام 86    ف تحت دعاوى تفجير ملهى برلين الذي برئت منه الجماهيرية والشعب الليبي بعدها بوقت قصير.

 

رغم هذا الحكم السياسي الذي ابرز بوضوح إصرار القوى الكبرى المتسلطة والغاشمة على أن تعيث فساداَ في الأرض فارضة هيمنتها ورؤاها التي تحقق مصالحها على حساب مصالح الشعوب الصغيرة وعلى حساب المنظمة الدولية العاجزة عن وقف هذا التزييف في إرادتها ، واستضعافا واستهانة بالشعوب تتنافى والشعارات التي تروج لها وتدعيها عن ديمقراطية لا تعيش إلا في رأسها وحقوق الإنسان التي تهدرها كل يوم وليلة..

 

ورغم هذا الرفض العالمي شعبياً ورسمياً والذي عبرت عنه النقابات والتنظيمات السياسية وعبر عنه المثقفون والسياسيون والقانونيون والكثير من الفئات والشرائح الإجماعية والمهنية في العالم . كذا المنظمات الدولية والإقليمية ولجان حقوق الإنسان والجمعيات الخيرية وغيرها .

 

ورغم تصريحات المواطن الليبي الذي أعلنت المحكمة الاسكتلندية براءته والتي أعلن فيها أن كل الأوراق التي عرضت بالمحكمة مزورة وأنه قد جرت محاولات لتجنيده وان المخابرات المركزية الأمريكية CIA  قد مارست دوراً قذراً في سير المحاكمة .. وأنه قد جرت عروض بملايين الدولارات كرشاوى للشهود لتغيير أفادتهم .

 

نقول رغم كل هذا :
فقد لزم المعنيون الصمت .. أو لزمهم الصمت .. صمت القبور ..

 

ندرك الحرج الشديد بل والعار والخزي اللذين وقعت فيهما هذه الإدارات ..

 

وندرك أن الأمر اصبح قاب قوسين أو أدنى من فضيحة تاريخية لاشك أنها ستعصف بالكثير من الشخصيات السياسية في أمريكا وبريطانية .. وأيضا ستقلل كثيراً من دورهما في العالم بتأثير احتقار الشعوب لهذه الأساليب الوضيعة في العدوان.

 

ندرك .. وندرك .. وندرك .. وندرك أشياء كثيرة ..

 

ولكنهم يجب أن يدركوا أننا لن نخدع مرة أخرى ونحملهم تاريخا وبكل المقاييس مغبة الاستمرار في التمادي في هذه المهزلة . فالمقرحي مخطوف وليس مذنباً ..

 

نريد أولا المقرحي بريئاً معافى .. لنبدأ من جديد ..!!

 

وليس هناك خيارات أخرى .. !!

عـودة