قمة في مواجهة غمة

تواجه القمة العربية القادمة والتي ستنعقد في عمان عاصمة الأردن الشقيق في نهاية شهر الربيع الحالي جملة من التحديات الكبيرة تكاد تكون في جملتها تراكمات لسياسات عربية سابقة أو صهيونية سابقة ولاحقة ولعل أولها وأخطرها هو وصول الإرهابي ايريل شارون إلى رئاسة السلطة في الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين العربية وهو إرهابي غني عن التعريف تحمل له الأمة العربية عداء لا تكنه لاحد من قبله أو بعده وتكرهه بقدر ما حمل لجماهيرنا العربية من آلام و أحزان وتكرهه بقدر ما قتل وذبح وبقر من البطون للنساء الحوامل وتحتقر دناءته وأساليبه الوضيعة في التعامل مع قضايانا وكلها قضايا حق وشرف 

 

وثاني التحديات التي تواجه القمة العربية القادمة هي قراراتها السابقة نفسها فقد قررت يوما قبولها بما يسمى السلام مع العدو الصهيوني خياراً استراتيجياً وها هو السلام وقد توقفت مساراته في كافة الاتجاهات.

 

فعلى المسار الفلسطيني لم تتوقف العملية فحسب بل وانقلب السحر على الساحر ورأينا عرب فلسطين يذبحون كالنعاج ويقدمون قربانا لما يسمى بالسلام ومؤسسات السلطة الفلسطينية تنهار من الداخل لعدم وجود مقومات لدولة هلامية على جغرافيا غير محصورة وخاضعة للتمزيق واقتصاد مشوه مرتبط بالأفعى الصهيونية وبإداراتها العنصرية بل ويتبادل الصهاينة قصف المؤسسات الفلسطينية مرة بقوات الكيان العنصري ومرة بمليشيات المستوطنين والأمم المتحدة أذن من طين وأذن من عجين.

 

وعلى باقي الجبهات يبقى الوضع على ما هو عليه باعتبار أن الصهاينة هم اليد العليا وليس هناك ما يدفعهم لتغيير الوضع فالقوات العربية لن تتحرك تحت الظروف الدولية الراهنة إضافة إلى أن الثقة مفقودة بين العدو وبين من وقعوا من واقع التاريخ المخزي للعدو الصهيوني الذي انتكس لكل عهوده ومواثيقه مع الذين تأملوا ذاك السلام المستحيل 

 

عشرات التحديات تواجه القمة العربية القادمة تتطلب وعياً بالضرورات ووعياً بالمحاذير ولكن يبقى أن جماهيرنا العربية من المحيط إلى الخليج تقف داعمة للحق القومي مؤازرة للمواجهة مع التحديات وبصرف النظر عن النتائج متحملة كما تعودت طوال تاريخها كافة التضحيات في سبيل استعادة الحق العربي في كل مكان 

 

ويبقى الأمل في كل هذا معقوداً على قمة الربيع في عمان على سفح جبال المكبر والله أكبر

 

عـودة