لوكـربي ..
فحيمة والمقرحي وهزيمة حقبة 

على غير العادة نبدأ الحديث بالنفي ونقول 
لن تنتهي لوكربي يوم الاثنين القادم بل ستبدأ وعلى الجميع تحمل النتائج وعلى الجميع الاستعداد للبداية .
لن تنتهي لوكربي يوم الاثنين فمهما كان فإن الثقة غير المحدودة التي تحدث بها الأخ قائد الثورة للصحفيين لدى استقباله الأمين خليفة فحيمة الذي برأته المحكمة الاسكتلندية هذه الثقة المملوءة تفاؤلاً وقوة تجعلنا جميعاً بغض النظر عن تخمين ما سيقوله ويكشف عنه الأخ قائد الثورة من حقائق ومعلومات دافعة تبرئ (( ليبيا )) ومواطنيها من التهمة بغض النظر عن هذا فإن القضية بالنسبة لنا تبدأ يوم الاثنين .

 

لن تنتهي القضية بل ستبدأ الهزيمة لحقبة ظن فيها السياسيون أنها وحدهم القادرون على التلاعب بمصائر الدول والشعوب وأنهم قادرون عبر تحريك آلات الإعلام الضخمة ومواجهة عدسات المصورين أن يقذفوا بالمغالطات والأكاذيب الملفقة وفق الأهواء ولوكربي هذا المسلسل الطويل آن له أن يقف .

بغض النظر عن الأدلة فإن للقضية جانباً آخر وهذا ما نعنيه سوف يبدأ وعلى الذين حولوا القضية إلى معركة سياسية تحمل نتائجها ومواصلة المشوار أن هم قادرون ونشك في ذلك بعد يوم الاثنين ذلك أن الحقيقة المرة من الصعب تجرعها ويكفي بالنسبة لنا أننا أبرياء ما في ذلك شك .

هل تكون لوكربي التي ستبدأ يوم الاثنين نهاية وهزيمة حقبة كاملة ظن فيها المتلاعبون بالمصائر والعقول أنهم انتصروا بالقرار 731 ، وما تلاه من قرارات ؟ .. وبنفس ثقتنا في أبنائنا وبراءتهم نقول نعم هي نهاية حقبة وهزيمة فترة تاريخية ظن فيها من كان ظنهم في غير محله أنهم استطاعوا الوصول إلى أهدافهم عبر لوكربي وهؤلاء هم من اختار هذا الطريق وعليهم السير فيه إلى النهاية حتى السقوط .

ستكون لوكربي بل هي كذلك شاهد حي على عصر سابق كان للقوة الغاشمة فيها دورها البارز وكان البغي محرك هذه القضية ونهاية البغي وخيمة ويكفي الاعتراف العالمي بمدى جور الحكم ومدى هشاشة الدفوع التي أدت إلى هذه النتيجة ويكفي كذلك الاعتراف العالمي بأن تسييس هذه القضية أضر بالجميع وأولهم الذين قاموا بهذا الأمر .. فمن بعد الآن يصدق الدوائر الغربية التي ضغطت ما في ذلك شك لكي يصدر الحكم هكذا ؟.. 

لوكربي كانت بداية السقوط لسياسة العقوبات وستكون بعد الاثنين القادم حقيقية لحقبة محولات تطويع الإرادة عبر التلفيق والكذب وتسخير الآلات الإعلامية الضخمة لتشويه الأبرياء والنيل من شعب صغير كل جريمته أنه أراد بإرادته الحرة أن يعيش كريماً فوق أرضه متخلصاً من الضغوط ومحاولات الهيمنة .

بعد يوم الاثنين على الذين بدأوا القضية تحمل النتائج فلقد تعامل الليبيون في هذه القضية بكل ثقة ، ثقة البراءة في هذا الاتجاه دون التفريط بأي جزء من أجزاء الكرامة والحرية والإرادة المتحررة من أي ضغوط ولأن الذين لفقوا التهمة وحاولوا بكل قوة استغلال الفراغ الدولي الذي حدث في بداية التسعينات لتصفية الحسابات وفق منظور حاقد على هؤلاء إقفال الملف إن استطاعوا بعد يوم الاثنين .

بكل الثقة نقول إننا تعاملنا مع هذه القضية بما لا يدع مجالاً للشك في أن محاولات الاتجار بالأبرياء هو جريمة وأولها ضحايا الطائرة وكذلك أبناؤنا الذين اتهموا زوراً وبهتاناً في هذه القضية ومن هنا كان المقترح الليبي بأن تتم المحاكمة في دولة ثالثة وبقضاة اسكتلنديين وقبلت جماهير المؤتمرات الشعبية الأساسية مبدأ التسليم رغم معارضته للقوانين الليبية وتحمل الليبيون مسئوليتهم التاريخية في هذا الأمر عبر القرار الذي سمح للمتهمين الليبيين بالسفر إلى هولندا وإثبات براءتهم أمام المحكمة المختصة .

أمـا الذي حدث بعد ذلك فنحن لسنا مسئولين عنه ولكن الذين قاموا بأي فعل مخالف يتحملون نتائجه ولذلك فإننا نقول أن لوكربي التي بدأها الذين يريدون النيل من شعبنا وفك التلاحم الأبدي بين قيادة وشعب الجماهيرية العظمى على هؤلاء تحمل النتائج والتبعات وعلى الجميع أن يتأكد أن خيار شمشون غير وارد ذلك أننا عندما نهدم المعبد لن نكون فيه ولسنا من ضحاياه ويوم الاثنين تهزم حقبة ويستشرق التاريخ حقبة جديدة وهكذا هي المقادير فمرحباً بها ومن كان يصدق أن فحيمة والمقرحي هذان المواطنان الليبيان سيكونان يوماً ما عنوان هزيمة حقبة كاملة .

الهادي عبد الله مفتاح 

عـودة