سرت .. ترتدي حلة أفريقية

إن مظاهر النهوض وبداية حركة البناء الفعلي في حياة الإنسان الأفريقي باتت تشكل علامة بارزة في مسار رحلة قطار الشعوب الأفريقية وتدفع به إلى الأمام ومن خلاله تتخطى كل العوائق التي وضعها الاستعمار وتصل كل أفريقيا إلى تحقيق أهدافها في مسارها الصاعد بوثوب وصبر واقتدار بات معها الإنسان الأفريقي أكثر قدرة على استيعاب الحقائق في هذا العصر وقيام التجمعات الإقليمية المختلفة وبناء الفضاءات . 

حيث أدرك الأفارقة حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم ومدى حرص قائد الثورة وصقر أفريقيا الأوحد معمر القذافي على مصلحة أفريقيا ودفاعه المستميت من أجل بناء أفريقيا القوية الخالية من كافة أنواع الهيمنة والتبعية والمرض والفقر والتخلف الذي غرسه المستعمر الأوروبي البغيض . ولقد أستوعب شعوب القارة السمراء الحقائق والاهداف التي ناضل من أجلها معمر القذافي ومناصرته لقضايا القارة الأفريقية وسعيه لبناء الفضاء العربي الأفريقي الملاذ الآمن لكل الشعوب عرباً وأفارقة وهو التحدي الكبير الذي خاضه أبن أفريقيا رغم تداخل الخنادق واختلاط الألوان صنيعه الاستعمار عدو أفريقيا الأول .

أيام معدودات وتستقبل مدينة سرت المجاهدة أحرار أفريقيا القارة العظيمة لتتويج ذلك الحلم الذي راود شعوبها ردحاً من الزمن ليصبح حقيقة ساطعة مثل نور الشمس ولتبدأ إشراقة مستقبلية جديدة في عمر القارة وتظهر على العالم بعملاقها الأسمر الولادة الجديدة على هذا العالم الذي لا يؤمن إلا بالتكتلات وإقامة الفضاءات حيث أفريقيا قادرة أن تفرض وجودها على الآخرين اعتماداً على طاقاتها البشرية والاقتصادية والجغرافية الهائلة .
فأفريقيا هي أرض الخيرات وينبوع الأمل والنماء والحياة .

كما أن الأفارقة أيقنوا بعد تلك التجارب المريرة بأنه هم لا يرون المستقبل المشرق إلا في ضوء المتغيرات التي تجري الآن وتحت أنظار العالم الذي يقف مذهولاً على انتصارات أفريقيا المتسارعة وتعاملهم مع الظروف والمستجدات والأوضاع الراهنة في العالم بحقائق ثابتة وبمسائل واقعية غاية في الأهمية بالنسبة لمستقبل أفريقيا المشرق .

مدينة سرت ومن محاذاة شاطئ البحر البيض المتوسط الذي رسم في أعماقه القائد خط الموت أمام المستعمرين الصليبيين الجدد تشد إليها الأنظار وتحولت إلى واحة أفريقية متقدمة وهي تستقبل ثوار أفريقيا المناضلين ضيوف القائد والخيمة ومنها ينطلق الصوت المدوي يعلن ميلاد أفريقيا الجديدة باتحادها العظيم ليعيش الشعب العربي الليبي وأبناء أفريقيا الفرحة الكبرى مع رحلة الانتصار الجديدة .

هذه الفرصة المتزامنة مع فرحة الليبيين الأحرار بعيد إعلان قيام سلطة ستبقى عالقة في أذهان كل الشرفاء من أبناء أفريقيا المناضلة التي اختارت الوحدة طريقاً لها استثماراً للطاقات والموارد والخيرات التي تنعم بها أرض أفريقيا الشاسعة التي كانت مسرحاً لقوى الشر والعدوان وأنماط مختلفة من الاستعمار وممارسته العنصرية البغيضة على مدار أكثر من (( 300 )) ثلاثمائة عام كان خلالها المستعمرون الأوربيون البيض يعملون على نهب الخيرات الأفريقية وتسخيرها لمصلحة أبناء جلدتهم بداخل القارة وخارجها وعملوا خلالها على تعطيل حركة الإنسان الأفريقي الذي ارتهن تحت سياط الجلادين ولكنه لم يصب باليأس ورفض الاستسلام وواصل نضاله المشروع وكما كانت أفريقيا أرضاً للخيرات التي أنعم بها الله عليها فأنها كانت خندقاً للنضال وينبوعاً لشجاعة الإنسان الأفريقي المؤمن بقضاياه المصيرية ودفاعه عن عزة قارته السمراء .

الحق الليبي في التعويض عن الأضرار التي لحقت بالشعب الليبي من جراء الغارات الوحشية التي ارتكبتها الآلة العسكرية الأطلسية بسبب ملهى برلين والذي ثبت أن الليبيين غير مسؤولين عنه.

بميلاد اتحاد أفريقيا الفعلي في 2 مارس (( الربيع )) يكون الأفارقة قد طووا تلك الفترة الغابرة التي عاشها الإنسان الأفريقي تحت وطأة المستعمر الأوروبي اللعين وتبدأ مسيرة العمل الدؤوب من أجل تعزيز دعائم المجتمع الأفريقي بالعلم والمعرفة ونهج أسلوب الاستثمار الحقيقي لطاقاته وموارده من التقدم وبناء المستقبل المشرق العظيم الذي سطعت شمسه على كامل تراب أفريقيا انطلاقاً من سرت الواعدة بقلب ليبيا العربية الأفريقية بوابة أفريقيا وخندقها الشمالي المتقدم التي من خيمتها الشامخة انطلقت صرخة الفارس يعلن رحلة نضاله من أجل أفريقيا ويحث شعوبها على قيام اتحادها الكبير الملاذ الآمن والحصن المتين .

هنيئاً يا أبناء أفريقيا القارة السمراء بانتصاراتكم العظيمة وإنجازكم لاتحادكم الكبير فهو الأمل المشرق وهو المشعل والنور والتقدم والحصن الأمين من أجل شرف الإنسان الأفريقي وسعادته وزاده في رحلة نضاله من أجل التفوق والإبداع .  .. 

عـودة