الصحوة الأفريقية ضاربة في أعماق التاريخ

أفريقيا قارة واعدة عظيمة مترامية الأطراف تخيف كل من يقترب منها محاولا السطو عليها وسرقة خيراتها عدا أبنائها هم وحدهم تعرفهم ويعرفونها جيدا فهي لا تخيفهم إطلاقا .. وإذا كانت الأراضي الأفريقية بما تحتويه من كنوز ومواد خام وإمكانيات عظيمة شدت أنظار المستعمرين إليها برهة من الزمن فإن الأفارقة قد أيقنوا لذلك انتبهوا لهذا و أدركوه جيدا عبر حركات التحرر التي ناضلت وقاومت الهيمنة والتسلط وأبعدت كل المتآمرين والمحتلين عن الوطن الأفريقي الكبير وسلمت إلى أصحابها الحقيقيين غصبا عن المسميات الدخيلة الفرنكفونية والكومنولث التي انتهت مدة صلاحياتها بعد بزوغ فجر الفضاء الأفريقي الواحد ؟.

هل أفريقيا وعت المتغيرات الدولية ؟

نعم الصحوة الأفريقية متنامية ومتجددة ومتطورة وضاربة في أعماق التاريخ الأفريقي ووجدان الإنسان الأفريقي أينما كان منذ طفولة بتراس لومومبا - وكوامي نكروما وجمال عبد الناصر ومعمر القذافي عندما كان طالبا يقود العمل الكفاحي والنضالي من أجل تحرير الشعوب الأفريقية من عمليات التبعية والاحتواء ,

إذن الوعي بقضايا وهموم وأزمات المواطن الأفريقي لم تكن وليدة مرحلة أو فترة زمنية فهي مسألة جسدتها كل مراحل التاريخ البشرى للقارة قديمة وحديثة .

من هنا أدرك الأفارقة أهمية أن تكون للشعوب الأفريقية شخصية واضحة المعالم والثقافة ذات نسيج واحد ورؤية واحدة وآمال وطموحات واعدة لمستقبل يبعث الأمل والثقة للجماهير الأفريقية التي ما انفكت تحلم بغد افضل واجمل خال من كل أدران الدوائر الاستعمارية التي باعتهم في سوق النخاسة بأرخص الأثمان.

لهذا كان انبعاث الوعي الجماهيري يتجسد في تجمع دول الساحل والصحراء الذي أينعت أوراقه وتنامت جذوره بانضمام المزيد من الدول الأفريقية وإدراكا منها بأهمية هذا التكتل الواعد الذي فيه الخلاص من كل الأمراض والارتهان والتشرذم الذي تعيشه الدول الوطنية التي ليس لها مقومات الاستمرارية .. فالأفارقة أيقنوا بوعي كامل ومتجذر بأهمية أحداث نقلات نوعية في الخارطة السياسية .

للقارة التي تعج بالمئات من الدويلات القزمية التي أسسها وأنشأها وأشرف على ترسيم حدودها الفرنسيون والبلجيكيون والإنجليز والبرتغاليون وغيرهم بغية جعلها تعيش في دوامة العنف والصراعات الحدودية والعرقية وإلهائها عن بناء التقدم ..

لذلك كانت الدعوة ملحة لتفعيل دور القارة وتوسيع دائرة العمل الأفريقي لاستنهاض الهمم ومواكبة ما يعرف بالعو لمة وبناء الفضاءات الكبرى والتكتلات فأعلن عن ميلاد جديد تبلور في الاتحاد العربي الأفريقي ليكون إطارا عاما تنضوي تحت لوائه الدول العربية والأفريقية لمواجهة باقي التجمعات مثل الاتحاد الأوروبي تجمع الكوميكون ( نافتا ) وتجمع الآسيان وإيجاد صيغة للتعامل والتفاهم المستقبلي بين الشعوب فسارعت العديد من الدول بتقديم طلباتها سعيا للانضمام لهذا التوجه والانبعاث الحضاري الكبير الذي يعطي القوة التفاوضية والهيبة والاحترام والمكانة الهامة .

لا سيما عقب انحسار واضمحلال دور الدويلات الوطنية لعدم قدراتها على إيقاف التصدع والمخاطر والانهيارات المتتالية التي تعصف بالكيانات القزمية آنفة الذكر أينما كانت وكذا واقع الحال ويقول ..

ماهي الكيفية التي نهيئ بها المواطن الأفريقي ليكون عضوا فاعلا في الاتحاد العربي الأفريقي ؟

هناك العديد من الآليات والخطوات العملية التي نقوم بها ليكون المواطن الأفريقي متفاعلا مع الاتحاد العربي الأفريقي كي يدافع عليه ويحتضنه ويناضل من أجله أولا إعطاء المصداقية لهذا الاتحاد ونؤكد على أن مصلحة المواطن الأفريقي تكمن في هذا الاتحاد من خلال تطبيقاته السلمية فالشعارات والوعود والبيروقراطية لا يمكن لها أن تصنع مواطنا إفريقيا واعيا بمتطلباته المرحلة وابعادها الاستراتيجية الخطيرة التي تهدد العالم بين الفينة والأخرى .

لذلك من الأهمية بمكان الدخول مباشرة في آليات الاتحاد العربي الأفريقي عمليا التي بدورها تنعكس على الجموع الأفريقية بأشكال متعددة ومتنوعة تفيد الجماهير دون إضاعة الوقت في التصورات والمقترحات والخطط التي تكون بعيدة عن ما نطمح إليه .. من هنا يكون الاندماج في الاستثمارات مباشرة ونشرها في ربوع القارة يعطي مصداقية للتعامل .. ناهيك عن فتح الحدود الجمركية لتنقل الأفراد والبضائع ورؤوس الأموال مابين الفضاء الأفريقي الواحد دون تحفظ إلى جانب إقامة الأسواق الحرة التي تساهم في عمليات التواصل وتقوية الروابط الاجتماعية للأفارقة لا سيما عبر البطاقة الأفريقية الموحدة وبهذا العمل يتم القضاء على الروتين الإداري الحكومي القاتل لكل محاولات الالتحام والاندماج والاتحاد . فالجهود المتواصلة التي يقوم بها الأخ القائد قد أثمرت وساهمت وعجلت بانضمام العديد من الدول التي طالبت رسميا بالدخول في الاتحاد العربي الأفريقي العظيم حيث وصل عدد الدول إلى أكثر من (( 41 )) إحدى واربعين دولة سيضمها فضاء أفريقي عظيم كانت الجماهيرية العظمى قد وضعت أساسيات بنائه ليكون انبعاثا حضاريا يدعو إلى المحبة والحوار والسلام . حقا لقد انتهت كل التحفظات والخوف من المستقبل واندحر كل المراهنين على أن تكون القارة وشعوبها تعيش الأوهام وتحت أنظار وجبروت المستعمرين لان الإدارة الأفريقية قادرة على صياغة التاريخ وتأهيل الجموع الأفريقية في الغابات والجبال والأرياف لتكون واعية بمخاطر العولمة ومخاطر الدول الوطنية ( القزمية ) ومعوقات التنمية والصراعات العرقية ، نعم للاتحاد العربي الأفريقي نعم لسرت 2 ، نعم للقائد . 

عـودة