لوكربي صناعة البنتاغون |
منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وتحول العالم من حالة توازن القوى إلى حالة اختلال القوى لصالح قطب واحد هو الولايات المتحدة الأمريكية عمل صانعو السياسات الأمريكية على اختلاق وصناعة الأعداء ووجدوا ضالتهم في البلدان التي تنهج سياسات مستقلة غير تابعة لهم وذلك من أجل تحقيق هدفين في ذات الوقت :- 1- التلويح بالخطر الخارجي المهدد للأمن القومي الأمريكي للحيلولة دون تفتت الكيان الأمريكي من الداخل وهو القائم على أساس التعدد القومي الفسيفسائي . فالتلويح بالخطر الخارجي من شأنه قمع حركة تلك ألاثنيات العرقية من أجل نفسها داخل المجتمع الأمريكي 2 - إقناع دافع الضرائب الأمريكي باستمراره في دفع ضرائب عالية لتمويل آلة الحرب الأمريكية التي لم يعد ما يبرر نفقاتها الباهضة في ظل عالم أحادي القطب عشية انهيار الاتحاد السوفيتي . لكل ما سبق برع مصممو السياسات الأمريكية في تهويل الخطر القادم من بلدان صغيرة لتصويرها للرأي العام الأمريكي كخطر داهم على امريكا بشكل خاص والمدنية الغربية بشكل عام . |
وفي هذا الإطار كانت حرب الخليج وحرب البلقان الاقتصادية على العراق ويوغسلافيا والجماهيرية وكوريا الشمالية وكوبا الخ .
|
|
تهديد بعضها لإمدادات النفط لامريكا وحلفائها الغربيين .
|
.1 |
تبني بعضها الآخر لأفكار ومعتقدات ونظم غير تابعة للثقافة الغربية المفروضة على العالم منذ عشية انهيار الحرب الباردة ورفضها للذوبان في بوتقة الغرب الثقافية .
|
.2 |
رفض بعضها لان تكون سوقا لتصريف البضائع الأمريكية والغربية الفاسدة. إن امريكا وهي تجسد حلمها الأزلي بالهيمنة على العالم في ظل أحادية القطبية سعت إلى تأكيد واثبات هذه الهيمنة بكافة السبل العسكرية والاقتصادية والإعلامية مستعينة على ذلك بدعم أوروبي أطلسي موهمة حلفاءها بأنهم شريك لها في تلك الهيمنة لتتمكن من استخدام منظومة الحلف الأطلسي كعصا لها لضرب الخارجين عن بيت الطاعة الأمريكي وتعد حرب الخليج بمثابة الإعلان عن هذه الهيمنة الأمريكية على العالم أعقبتها بفرض العقوبات على البلدان التي ترفض الانصياع لإله هذه الحقبة السيئة من التاريخ الإنساني .
|
.3 |
لقد عملت الإدارة الامريكية منذ أن تحقق لها السيطرة على العالم على إخضاع القانون الدولي للقانون الأمريكي حين أعطى المشروع الأمريكي لنفسه حق تعقب من يرتكب جريمة ضد الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين الأمريكيين خارج الولايات المتحدة الامريكية ومقاضاتهم أمام محاكم أمريكية بما يخالف قواعد القانون الدولي وبموجب ذلك بعثت الطائرات الامريكية وصواريخ كروز لضرب مواقع في أراضى بلدان أخرى لمعاقبتها على مجرد اتهام لها باختراق أو مخالفة القوانين الامريكية التي باتت مفروضة على العالم .
|
|
إن ما يجري في العالم اليوم هو مجرد إعادة العالم إلى الحقبة الاستعمارية بصياغات جديدة تمكن الدولة الاستعمارية الأم من إحكام سيطرتها على مستعمراتها من خلال التهديد باستخدام صواريخ عابرة للقارات وقاذفات قنابل تتزود بالوقود في الجو . ضمن هذا الإطار يأتي الزج بالجماهيرية في قضية لوكربي من خلال اتهام مواطنين ليبين بريئين في القضية يأتي الزج بهما في القضية كحلقة في سلسلة المحاولات الامريكية المستمرة لإخضاع الجماهيرية للقوانين الامريكية التي رفضتها الجماهيرية بشدة وأدى إلى التوصل إلى حل وسط تم بموجبه محاكمة المتهمين في بلد محايد غير أن نتائج المحاكمة أتت بما يخالف مجرياتها وبما يؤكد حقيقية أن الحكم القضائي كان صادرا قبل المحاكمة وكما أملته السلطات الامريكية على القضاء الاسكتلنديين الذين أساءوا بامتثالهم للأوامر السياسية لشرف المهنة ولادعاءات نزاهة وحياد القضاء الغربي المنتفخ ادعاء وزهواً .
|
|
إن أعضاء اللجان الثورية وهم يستنكرون هذه السقطة للقضاء الاسكتلندي يعون دوافع السلطات الامريكية التي أملت هذا الحكم الجائر بإدانة أحد الليبيين المتهمين في القضية والتي يمكن إجمالها في الآتي :-
|
|
تسويغ الإجراءات المتعسفة التي اتخذتها الولايات المتحدة عبر المنظمة الدولية ضد الجماهيرية وبما يحفظ لها ماء وجهها والذي أريق فعلا من خلال ذلك الحكم الجائر حيث يعد تبرئة المتهمين الليبيين في الواقع إدانة لكل من شارك في إقرار العقوبات الجائرة ونفذها على الجماهيرية .
|
-1 |
تجنب الولايات المتحدة وحلفائها المسؤولية عن تعويض الليبين عن الأضرار التي لحقت بهم خلال فترة العقوبات الجائرة التي فرضت على الجماهيرية .
|
-2 |
تحميل لليبيين مسؤولية تعويض أسر ضحايا طائرة البانام الامريكية التي أسقطت فوق لوكربي .
|
-3 |
إن اللجان الثورية وهي تحيي صمود الشعب الليبي العظيم الذي تحمل ودون شكوى الآثار القاسية المترتبة على العقوبات الظالمة أعطى مثالا رائعا في الوطنية والالتحام بالثورة وقيادتها خلال الأزمة تدعو جماهير شعبنا الصامد إلى الاستعداد لتصعيد المعركة مع طغاة ما بعد الحرب الباردة من أجل كسب المعركة قضائيا وإعلاميا والتي تستهدف تبرئة ساحة المواطن عبد الباسط المقرحي الذي نعتبره رهينة سياسية والمطالبة بتعويض عادل عن الأضرار المترتبة على العدوان الأمريكي الظالم عام 1986 وعلى آثار العقوبات الجائرة التي فرضت على الجماهيرية .
|