إلى أين يتجه العالم الغربي ؟

بعد سنوات من الحصار الظالم الذي فرضته قوى الشر والعدوان بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة الإرهاب في العالم بأسم الديمقراطية ضد كافة الدول العربية دون أي قرار مما يسمي بهيئة الأمم المتحد ، و ضد العراق والجماهيرية الليبية العظمى وضد السودان بقرار من مجلس الأمن الدولي الذي تسيطر قوى الطاغوت والعدوان بقيادة امريكا وبريطاني هاهي تتكشف للعالم اليوم حقائق جديدة عن هذا الطاغوت الإرهابي الذي يريد فرض سياسة القطب الواحد في الوقت الذي تعربد فيه قوى الشر والإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة بدعم من الطاغوت الأمريكي حيث يقتل الأطفال والنساء بشتى أنواع الأسلحة ومنها المحرمة دوليا دون أن يحرك مجلس الأمن ساكنا أو تلك الهيئة الأممية التي تعهد امينها العام كوفي انان في نهاية عام 1998 ف برفع الحصار المفروض على الجماهيرية في حال تم تسليم المشتبه فيهما إلى المحكمة الدولية التي انعقدت لحوالي العام من أجل ان تثبت أن للمتهمين الليبيين عبد الباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة علاقة بما سمي بقضية لوكربي التي تؤكد الحقائق الدولية بأن أجهزة المخابرات الامريكية بطريقة أو بأخرى هي المسؤولة عنها …

 

ولان الجماهيرية بقيادة القائد الاممي العقيد معمر القذافي تعرف ذلك قررت وبحكمة قائدها أن تجري محاكمة المتهمين الليبيين في أرض محايدة وكان لها النصر في ذلك إلا أن طاغوت الشر الأمريكي كعادته مارس الضغط على المحكمة الاسكتلندية فما كان من هيئة المحكمة إلا أن تصدر قرارها بتبرئة الأمين خليفة فحيمة وإصدار حكمها على عبد الباسط المقرحي كي يقال بأنها عادلة ، و مع العلم بأن هذا القرار قابل للاستئناف إلا أنه يؤكد جملة حقائق أهمها :-

- إلصاق التهمة بالجماهيرية الليبية من أجل استمرار الحصار والعقوبات الظالمة ..

- ابتزاز الجماهيرية ماديا لأنه منذ اليوم الأول لإعلان قرار المحكمة الاسكتلندية قرارها الجائر ضد عبد الباسط المقرحي سارعت الولايات المتحدة وبريطانيا بمطالبة الجماهيرية الليبية بدفع عشرات آلاف الملايين من الدولارات أو المطالبة بالمزيد وبذلك يتم تحويل هذه القضية إلى مجال آخر بعيد عن مسار القوانين والأعراف الدولية ..

- فرض أسلوب جديد للهيمنة الأمريكية على العالم … ومن خلال الجماهيرية الليبية للترويج لتهم الإرهاب وإبقاء التصاقها بالعرب عموما ، لأن أمريكا وبريطانيا لا تريدان ولا ترغبان أن ترى العرب وقد تحرروا من هذه التهمة ، بل وتصر أمريكا وبريطانيا على رفض رفع العقوبات عن الجماهيرية وهاهي تطرح شروطا ومطالب جديدة تحول دون رفع العقوبات… والإبقاء على ملف ما يسمى بقضية لوكربي مفتوحا ..!!

مما تقدم واضح أن المسالة بدأت تتخذ بعداً جديداً غير قانوني ولا إنساني … ولأننا نعرف الطاغوت الأمريكي وأسيادهم الصهاينة فأننا نقدر بأنهم يعدون سيناريو أكثر خطورة ضد العرب وضد القضية الفلسطينية وذلك من خلال الأصوات الصهيونية التي بدأت ترتفع في الولايات المتحدة و بريطانيا على السواء تقول بأن هناك أشخاصا غير الذين حوكموا في اسكتلندا فلسطينيون وقيادات عربية لها علاقة بهذه القضية المزعومة ..

إننا إذ لا نشك في القضاء الاسكتلندي عموما ولكننا ندين ونستنكر قرار المحكمة الاسكتلندية الذي صدر ضد عبد الباسط المقرحي لأنه كما هو واضح من خلال متابعتنا لحيثيات القرار التي هي ضعيفة جدا ولا يمكن عليها اتخاذ القرار الذي صدر بحق المقرحي ، ونرى بأن هذا القرار هو قرار ذو أبعاد سياسية لا صلة له بالقضاء الاسكتلندي ، وإننا نعتبره حلقة في سلسلة حلقات التآمر على الجماهيرية العربية الليبية وثورتها وقائدها العقيد معمر القذافي ، و في الوقت نفسه نعتبر هذا القرار موجها ضد القوى الحرة والشريفة وقضايا التحرر في العالم …

إلا أننا نرى بأن سياسة العقيد معمر القذافي الذي يعالج هذه القضية بحكمة ومنطق في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج يجد نفسه مضطرا لخوض معركة سياسية جديدة مع الغرب العربيد ،لا للدفاع عن الجماهيرية فحسب وإنما للرد على منطق رعاة البقر في البيت البيضاوي الأمريكي ، لذلك فأننا نطالب الجامعة العربية أولاً وكافة الدول العربية بضرورة اتخاذ الموقف الصحيح ولو مرة واحدة تجاه عضو فعال وأساسي في الجامعة العربية وفي المجتمع العربي من أجل رفع الحصار المفروض على الجماهيرية كاملاً ودون أي شروط للحفاظ على الكرامة العربية وحقوق الشعب العربي الليبي ،و كما نطالب الجامعة العربية وكافة الدول العربية دون استثناء بمساندة الجماهيرية العربية الليبية ورفع الحصار عنها وفي العمل الفوري من أجل تعويض الجماهيرية عن خسائرها المادية والمعنوية خلال سنوات الحصار ، فأننا نطالبهم أيضاً بكل ذلك وبرفع الحصار المفروض على العراق منذ أكثر من عشر سنوات إذ لولا مساندتهم لقوى الشر الأمريكي لما كان هناك حصار لا ضد الجماهيرية الليبية ولا ضد العراق ولا ضد أي دولة عربية أخري في الوقت الذي يتكالب فيه العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة في قتل أطفال فلسطين على مرأى ومسمع العالم أجمع وتحت أبصار أعضاء جامعة الدول العربية دون أن يتخذوا أي إجراء رادع من أجل صون الكرامة والسيادة العربية …

وكذلك فأننا نطالب هيئة الأمم المتحدة بالعمل على أن تكون حكماً وليس أداة بيد الولايات المتحدة الأمريكية وبيد الأشرار الصهاينة وتأكيد ذلك إنما يأتي من خلال محاكمة المجرمين المسببين والمباشرين بالعدوان الأمريكي على الجماهيرية عام 1986 ف وقتل الأطفال والأبرياء الآمنين في منازلهم وتعويض الجماهيرية وشعبها عما لحقهم من خسائر مادية ومعنوية … 

 

د.فؤاد الحاج - رئيس تحرير صحيفة المحرر الأسترالية 

عـودة