قادمون بحضارتنا

 

مازالت أوروبا تنظر إلينا وكأننا عبيد لها .. نعمل في حقولها ومزارعها ومصانعها كيف تشاء ومثلما تريد … لم تنس أوروبا المتحضرة أنها يوما كانت تحمل الوطن العربي وفقاً للتقسيمات الواردة في معاهدة (( سايكس بيكو )) التي بموجبها تتقاسم أوروبا الغنيمة الوافرة الربح القليلة التكاليف والمتمثلة في احتلال وضم أجزاء من الوطن العربي سواء في أفريقيا أو أسيا .. المهم هو الاحتلال وإضافة مستوطنات لها ولمواطنيها المحتلين ومنحهم الأراضي والمزارع والإقطاعيات والعقارات وغيرها مما يؤكد هيمنتها وفرض سياسة القوة والسلاح والبنادق على هذا الوطن الكبير . وأيضاً إرهابنا وتجويعنا بل تعذيبنا وتقتيلنا دون مبالاة يالها من حضارة .. يالها من مدنية .. يالها من وحشية وقهر وظلم واستبداد .. 

 

لست بصدد هذا الموضوع الآن الخوض فيه يحتاج إلى صفحات كثيرة وأيام عديدة لا أعرف كثرتها أو عددها .

ولكني أتساءل ؟ هل حقاً أوروبا متحضرة ومتمدنة ؟! . وهل دوائرها الإمبريالية المأجورة متحضرة ومتمدنة ؟ .
ولماذا تأتي هذه الدوائر من جديد وتفتح ملف قضية تم الحكم فيها غيابياً ظلماً وبهتاناً على أشخاص ليست لهم علاقة بموضوع القضية أصلاً ؟ .. 
بل تتطاول هذه الدوائر على شخص قائد الثورة ليزج باسمه في قضية لا علاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد !! .
أمر عجيب من هكذا دوائر أختلط عليها الحابل بالنابل .

 

فهذه العقليات المريضة الصهيونية الفكر واليهودية الأصل والانتماء والماسونية الضمير والاتجاه .

 

ما هي إلا دمية في أيدي آخرين تم شراؤها بالمال يحركونها مثلما يحركون البيادق الصماء .

 

فقد أخذتهم العزة بالاثم ودون أن تعلم لكي تفضح مخططات الصهيونية العالمية التي ما أن قامت بالضغط على الأزرار حتى تحركت هذه الدمى ووجهتها كيفما أرادت ظناً منها بأننا عبيد لديهم وأنهم لازالوا يستعمروننا يتهموننا متى شاؤوا ويقدموننا للمحاكم متى شاؤوا بحجة أو بدون حجة بتهمة أو بدون تهمة .

 

فما أن رأوا الرجل الذي تكن له شعوب العالم أجمع كل الحب والتقدير والاحترام ، دون كلل أو ملل يؤازر أخوته في الأرض المحتلة ويلقي كلمة في أساتذة الجامعات الأردنية وشرح القضية العربية والمحاولات الوحدوية وفق رؤية الثورة العظيمة التي تجاوزت كل الحدود وبرهنت على ذلك مراراً وتكراراً .

 

وأوضح بأن التوجه الحقيقي للوطن العربي يجب أن يكون ضمن الفضاء الأفريقي - في عالم التكتلات والفضاءات - الذي نعيشه الآن .

 

واستراتيجية بناء الاتحاد الأفريقي العربي وإعلان سرت الأول في 9/9/1999ف لم تكن عبثاً بل لدعم القضية العربية وبناء كيان عربي أفريقي موحد قادر على مواجهة التحديات وفق أسس علمية وثورية صحيحة تتفق ورؤية العالم للقرن الحادي والعشرين .

 

وكذا لقاء الأخ القائد بأساتذة الجامعات السورية لشرح أبعاد هذا الاتحاد وإمكانية دخول الدول العربية ضمن هذا الفضاء الذي تحقق والذي أخذ موقعه تحت الشمس وفوق الأرض وتوج بإعلان سرت في الثاني من شهر الربيع (( مارس )) 2001 ف .

 

كل هذا حرك الحقد الدفين لدى الصهيونية العالمية والإمبريالية لاثناء القائد الحكيم عن دوره في توحيد القارة الأفريقية وبناء الاتحاد العربي الأفريقي .

 

فأوروبا الاستعمارية حتى بعد طردها من بلادنا وأدعائها بالمدينة والحضارة وحقوق الإنسان يهفو إليها من حين لآخر بأننا خدم وموال ورقيق لديها .. وتكابر بوضوح تام في كل ما من شأنه رفعة الأفارقة وازدهارهم وتقدمهم وبناء حاضرهم ومستقبلهم بأيديهم وبسواعد أبنائها المخلصين .

 

فأوروبا يعز عليها أن ترى الرجل القادم من الصحراء وهو يقود ثورة عالمية قدمت الحلول الجذرية لمشاكل الإنسانية جمعاء في كل المعتركات الدولية والأممية والعالمية .

 

قدمت الفكر الذي لا ينصب أبداً المأخوذ من الواقع النابع من الحياة والذي تتطلع إليه قلوب البشرية في مشارق الأرض ومغاربها . 

فمن هنا حسداً وظلماً وبهتاناً أنصب غضب الأوروبيين الصليبيين على شخص (( معمر القذافي )) بإيعاز من الصهيونية والإمبريالية العالمية .

 

متناسين أن الشعب الليبي كله (( معمر القذافي )) وأن الشعب الليبي لن يقبل بهذه الترهات المكشوفة لدينا . بل حتى شعوب الكرة الأرضية المتعطشة للحرية لن ترضي ولن تقبل بالافتراءات الوحشية من تلك الدوائر الاستعمارية وكذلك شعوب وقادة أفريقيا وآسيا الذين يعبرون كل يوم عن تضامنهم ووقوفهم المستمر والداعم لشعب الجماهيرية العظمى وقائده المغوار . 

 

وفي الختام نقول أن وحدة أفريقيا أصبحت حقيقية واقعة والفضاء العربي الأفريقي قادم لا محالة . 

 

فنحن لا نخشى أوروبا والصهيونية وجبروتها فسوف نهزمهم في المعترك القادم أيضاً مثل ما هزمناهم في السابق والتاريخ القديم والمعاصر يشهد ذلك . 

 

وسنكون دائماً أوفياء لمعمر القذافي الذي علمنا البطولة والأقدام والنصر على الأعداء بحكمته وشجاعته وفروسيته البالغة .  

عـودة