لوكربي والتعويض العادل

انهمرت دموع الفرح والغبطة من عيون كل من تابع العناق التاريخي الذي جمع بين الأخ / قائد الثورة الأب الحنون والأخ العطوف والمواطن الليبي البرئ الأمين خليفة فحيمه أمام بيت الصمود والتحدي الرمز الذي قهر صلف وغطرسة رعاة البقر البرابرة 86 ف في مشهد عبر عن صلابة الموقف الليبي الثابت في قضية من أغرب قضايا التاريخ المعاصر بان حوكم الإبراء في قضية ملفقة ومدبرة بعد أن خلعت محكمة العدل الدولية عن مجلس الأمن اختصاص النظر في قضية طائرة مدنية تخضع حسب القانون الدولي لا اتفاقية مونتريال التي تختص في حوادث الطيران المدني الموقعة من قبل دول العالم . 

 

أن المنطق الأعوج الذي تروج له الدوائر الغربية لا يمكن أن ينطلي على الشعوب الحرة .

وعلى الرغم من ذلك فإن القضية تحولت إلى لعبة سياسية مفضوحة تم تمريرها على مجلس الآمن لمطالبة ليبيا الدولة الحرة التي تناضل من أجل السلام والعدل والحياة الكريمة بتسليم مواطنيها المشتبه فيهما زورا وبهتانا فلم تستطيع قوى الطغيان المصابة بقصر النظر الحاد الصمود أمام صلابة الموقف الليبي وعدالة مطلبه فادرك العالم بأن ليبيا قد لفقت لها قضية مفتعلة للنيل منها نتيجة لمواقفها الإنسانية الرائدة فتحقق النصر المؤزر للشعب الليبي البطل بفضل صموده في وجه اعتي دول العالم جبروتا والتي على ما يبدو لم تتخلص بعد من نرجسية السلوك وسادية المذهب فقام المجتمع الدولي بتوجيه نداء عاجل لمجلس الأمن لرفع العقوبات المفروضة على ليبيا نهائيا وبدون تـخير .

الرد العادل كان واضحا وجليا عندما أشار الأخ قائد الثورة إلى مشاهد مؤثرة لصور معلقة على بيته الصامد لضحايا العدوان البربري الفاشل عام 86 ف أمام وسائل الإعلام المختلفة يوم الخميس 1 / 2 / 1431 م وتابع العالم بأسره تلك الصور المروعة للأطفال والنساء والشيوخ الذين قتلوا بفعل العدوان الأطلسي الظالم بيد أن دماءهم الذكية قد أسيلت وهم نيام في بيوتهم التي اصبح مهدمة بالكامل نتيجة للقصف العشوائي للطائرات الأمريكية الحديثة والتي كانت مخصصة تقنيا لمواجهة حلف وارسو أمام مرأى ومسمع من العالم .

إن المنطق الأعوج الذي تروج له الدوائر الغربية لا يمكن أن ينطلي على الشعوب الحرة فالشعب الليبي يطالب بالتعويض من المعتدي الظالم الذي عبر المحيطات والبحار وأغار بخفافيشه الجبانة في جنح الظلام عام 86 ف على مدينتي طرابلس وبنغازي وقام مع سبق الإصرار والترصد بقتل الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء وهدم المنازل والحاق الضرر بممتلكات المواطنين دون وجه حق .

لقد أكدت المؤتمرات الشعبية الأساسية والقيادة التاريخية للثورة منذ البداية على براءة عبد الباسط المقرحي والامين خليفة فحيمه في ما يسمى بقضية لوكربي الملفقة من أساسها فلم تفاجئنا براءة الأمين خليفة فحيمه المتوقعة الذي عاد منتصرا رافعا يده بشارة النصر إلى وطنه ليبيا واستقبل من قبل أقاربه وأصدقائه وجيرانه مرفوع الرأس على مطار الشهيدة معتيقة التي قتلتها القوات الأمريكية التي كانت جاثمة على أرض الوطن الغالي لنعلن للعالم ومن مطارها بأن معتيقه الشهيدة قد انتصرت بفعل ثورة الفاتح العظيمة التي ازحات قواعد أمريكا إلى غير رجعة فكانت اللطمة القوية على وجه المستعمر الذي طرد خارج البلاد ليبدأ مسلسل المؤامرات والقضايا الملفقة للنيل من الشعب الليبي الحر وقيادته الحكيمة فماذا يعني للدوائر الغربية المغتاضه إجلاء القواعد الأمريكية والبريطانية من فوق تراب ليبيا الحرة ؟ وماذا يعني لها تأكيد السيادة الليبية بالدم على خليج سرت العظيم وتحديد خط الموت ؟ وماذا يعني بناء المجتمع الجماهيري في ليبيا لتصبح السلطة والثروة والسلاح بيد الشعب ؟ وماذا يعني انتصار الفكر الرائد للنظرية العالمية الثالثة ؟ وماذا يعني انتصار الشعب الليبي على الافتراء الكاذب لما يسمى على ممارسة الإرهاب ضد الشعب الليبي الذي تعرض للعدوان وللحصار الجائر لمدة ثماني سنوات .

اتركونا نبني جماهيرية الوعي في نفوسنا وقلوبنا وعقولنا ونعرف أين نحن من العالم ..وأين العالم منا ،… ماذا نريد من العالم ؟ وماذا يريد العالم منا؟ .. ماذا نقول ؟ ماذا نفعل ؟ ماذا نرغب؟ وماذا لا نرغب ؟ ماذا يعني لنا الرقم ؟ وماذا نفعل به ؟ وكيف نحافظ عليه ؟ وماذا يعني لنا الاقتصاد ؟ هل هو توزيع السلع التنموية .. وإصدار رخص الاستيراد ؟ أو هو تفعيل مواردنا .. وتدوير أموالنا .. ورفاهية شعبنا وزيادة حجم اقتصادنا .. والمحافظة على أصولنا؟

لقد تعززت مكانة ليبيا في المجتمع الدولي رغما عن انف قوى الشر والعدوان وقد فأعطاها دورها الريادي احتراما عالميا ملموسا في جميع المحافل الدولية وحضورا إنسانيا باهرا بإدخالها الفرحة لاسر المخطوفين وإغاثة المعوزين ومساعدة المحتاجين وتقديم يد العون للدول التي لحقت بها الكوارث وهكذا التفت العزلة الدولية على أمريكا التي ضاقت ذرعا من توافد الشعوب برا وبحرا وجوا عل خيمة التاريخية فاضطرت صاغرة إن تكبت غضبها الجامح عندما أعلن في واجادوجو عن قرار إفريقيا الجريء والشجاع وتسابق الزعماء ألا فارقه على الهبوط بطائراتهم في مطار الجماهيرية العظمي لدرجة انو وكالات الإنباء العالمية حذفت كلمة اختراق الحضر عند نقل خبر وصول الرؤساء ألا فارقه إلى ليبيا في فترة الحصار الجائر وانتصرت ليبيا بفرض شروطها العادلة على الطرف الآخر بقبول المحاكمة في بلد ثالث فهل تتعض أمريكا من الصمود الشعب الليبي الذي لن يركع إلا للخالق سبحانه وتعالى وتستجيب للمطلب العادل وتقوم بالتعويض والاعتذار رسميا للشعب الليبي عن الحصار الجائر والعدوان الغاشم عام 86 ف ؟

عـودة