|
أقدم لكم كتابي الاخضرالصغير بفصوله الثلاثةالذي
يشبه بشارة عيسى أوألواح موسىأو خطبة راكب الجمل القصيرة ،الذي كتبته
من داخل خيمتي التي يعرفها العالم بعد أن هجمت عليها 170 طائرة وقصفتها
بقصد حرق مسودة كتابي الأخضر التي هي بخط يدي، وقد عشت سنين في فيافي
الصحراء وفجوجها الخالية حيث افترش الارض واتغطى بالسماء وعاصرت الآن
أزمة العالم الكبرى في السياسة والإقتصاد و الإجتماع . وجمعت المأثورات والحكم والبديهيات ودرست التاريخ
ووجدت ان البشرية قد ألفت الكتاب الأخضر الذي هو دليل الإنعتاق النهائي
من العسف والإستغلال وصولا إلى الحرية وتحقيقا للسعادة ، وجدت أن غاية
الناس السعادة... وان الجنة الموعودة او المفقودة هي السعادة .. وأن
الطريق إليها الحرية .. وان المحتاج غير حر فهو عبد الإحتياج وأن المحتاج
غير سعيد لأنه ليس حرا وأن الحرية تحتاج كفاحا دائما للمحافظة عليها
، وهذا هو سر الكدح ، وان الديمقراطية تتكون من كلمتين شعب وكراسي
ومعناها واضح فيها أي سلطة الشعب ولاسلطة لعداه ،بلا نيابة ،بلا وصاية
،بلا تمثيل ،فالتمثيل تدجيل ،الشعب يجلس على الكراسي وليس أحد غيره
. اننا نعيش عصر الجماهير الزاحفه إلىالسلطة
..كل الناس تريد أن تصل إلى السلطة.. إنتهت مرحلةالملك ظل الله في
الارض.. وانتهت مرحلة الشعب ينتخب من يحكمه ،وجاءت مرحلة الشعب يحكم
نفسه بنفسه ولكن كيف .. هذا هوالسؤال التاريخي،والكتاب الأخضر يجيب
بالمؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية فلاديمقراطية بدون مؤتمرات شعبية
والمؤتمرات واللجان في كل مكان .. إنه عصر الجماهيريات بعد عصر الجمهوريات
،عصر كل الناس تحكم وتملك ..عصر البيريسترويكا ،عصر النظرية العالمية
الثالثة .. عصر الكتاب الاخضر . معمر القذافي |