المراحل ضرورتها وعدمها
الصراع الطبقي والطبقة
الصراع الطبقي مرتبط بنظرية المراحل أما النظرية التي نريد شرحها فهي نظرية حرق المراحل ... وهى لا تؤمن بالانتقال المرحلي ...؟ لأنه ليس هناك مبرر.. للمرور بمراحل حتمية مثل مراحل الانتقال التي يتبناها التفسير الماركسي في الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية، والانتقال من الاشتراكية إلى الشيوعية. أن هذا التفسير للثورة والذي أصبح قاعدة من قواعد الثورة الماركسية بالذات قد جاء من تحليل ماركسي للتاريخ الماضي.. حيث انه قد حدث انتقال من عصر الرقيق..(مجتمع الرقيق) إلى مجتمع الاقطاع ومن الاقطاع إلى الرأسمالية.. ومن الاقطاع إلى البرجوازية فانه قياسا على هذه المراحل التي مر بها التاريخ في الماضي.. تم الاستنتاج لدى الماركسيين، أنه من الرأسمالية.. لابد من المرور بمرحلة انتقالية وصولا إلى الاشتراكية، ومن الاشتراكية لابد من المرور بمرحلة انتقالية وصولا إلى الشيوعية. لكن هذه الحتمية المسلم بها … ليس من الضروري أن تكون صحيحة لأن ارادة الانسان.. هي المعول الكبير، وهى القادرة على صنع كل شيء.. وإلغاء كل شيء. أما الحتمية فهي(أبعد) من الموضوعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ونحن لا نرى ضرورة عملية أبدا للمرور بمراحل للوصول إلى الجماهيرية … في أي بلد، اقطاعي أو برجوازي أو اشتراكي أو ملكي أو جمهوري … أي بلد إذا وقعت فيه ثورة شعبية … بفعل تحريض قوة ثورية.. يمكن انتقاله رأسا إلى الجماهيرية فيقيم الاشتراكية، وتنتهي الحكومة، وتنتهي الطبقات ويتحطم نظام الأجهزة الرسمية بالكامل وتقوم الجماهيرية فورا. لأنه بالامكان عمليا حدوث ذلك وفي امكان أي محلل أن يصل إلى هذه النتيجة. التي هي ان كل مجتمع قادر على الثورة يستطيع أن يدمر المجتمع القديم بالثورة ويبنى المجتمع الجديد فورا.
وليست هناك ضرورة للمرور بأي مرحلة انتقالية اطلاقا. وهذه معضلة كبيرة في قانون الثورة، قد تم حلها، إذا تأكد هدا التحليل خاصة ونحن نعرف بأن الثورة الماركسية تمر الآن بمرحلة انتقالية طويلة هي الانتقال من الاشتراكية إلى الشيوعية. وقد لا يتخطون هذه المرحلة ابداً.
فإذا افترضنا أن عام 1917 م هو بداية الثورة الماركسية أي بداية التطبيق العملي لها، هذا يعنى أنه من ذلك الوقت.. من عام 1917 م إلى يومنا هذا وهم في مرحلة الانتقال من الاشتراكية إلى الشيوعية، يعنى انه منذ ستين سنة والماركسيون يمرون بمرحلة اسمها مرحلة الانتقال من الاشتراكية إلى الشيوعية، هذه المرحلة لها عندهم تفسيرها وشعاراتها، وبعد اجتيازها بنجاح قد يصلون_حسب ادعائهم_ إلى الشيوعية وبعدها سيتحقق وضع آخر له شعاراته وله مقولاته. لكن كل التحليلات تبين أن هذا نوع من الدجل، فليس هناك أي امكانية للانتقال من الاشتراكية إلى الشيوعية. والحقيقة، أن التطورات الأخيرة في العالم دمرت كل التفسيرات الماركسية وسفهت كل ما قيل عن رأس المال ومرحلة الاستعمار والامبريالية.
إن التطورات المذهلة التي حصلت في العالم، لم تكن في الحسبان يوم وضعت النظرية الماركسية ونظرية المراحل.
إن هذه النظرية التي هي مضادة للرأسمالية.. هي نظرية المراحل بعينها، مراحل تاريخية طويلة.. فمنذ ستين سنة وما زلنا في مرحلة واحدة اسمها الانتقال من الاشتراكية إلى الشيوعية، وخلال هذه المدة كلها لم تصدق جميع التحليلات الماركسية.. الماركسيون كانوا يعتقدون أن رأس المال سيتكدس بسبب قلة الأجور حتى تصل الرأسمالية بنفسها إلى أزمة حين يصل التناقض إلى ذروته بين الذين يملكون وسائل الانتاج وببن المنتجين..
هذا التحليل يؤدى إلى انهيار الرأسمالية ولذلك فقد اعتقدوا بان المسألة مسألة وقت فقط،أي أن انتاج الرأسماليين سيتكدس، فسينتج العمال كثيرا وينالون أجورا قليلة، وفائض القيمة بين ما ياخذه العامل وبين ما ينتجه يذهب إلى جيب الرأسمالي الذي يضيفه إلى رأس ماله فيكبر ويتراكم.. وهنا تقع الأزمة، لكن الذي يحدث في المجتمع الرأسمالي ليس هذا، حيث مستوى المعيشة ارتفع بصورة عامة، والأجور ارتفعت أيضا.. والانتاج لم ولن يتكدس اطلاقا، ان برامج الدولة العصرية تلتهم كل فائض الانتاج ولا توجد امكانية لافي المجتمع الرأسمالي ولا في المجتمع الماركسي أن يتكدس الانتاج بحيث تقع أزمة في المجتمع الرأسمالي أو تقع الشيوعية في المجتمع الماركسي، نتيجة التحولات الخطيرة التي حصلت في العالم الآن مثل برامج التسليح وبرامج غزو الفضاء وأيضا البرامج الانسانية الاجتماعية الأخرى التي هي(وللأسف حظها غير كبير من الانتاج)! ولكنها هي أيضاً تأخذ حصتها من الانتاج مثل الأبحاث الطبية والتقنية المختلفة.. لكن أهمها برامج التسليح وبرامج الفضاء ...
هذه الموارد المتاحة الآن غير كافية لتغطية تلك البرامج_ إذن لا توجد امكانية أن يفيض الانتاج حتى يصبح (لكل حسب حاجته ومن كل حسب جهده) في الشيوعية، أو أن يتكدس الانتاج عند الرأسماليين كي تقع الأزمة في المجتمع الرأسمالي_ هذا كله أصبح خرافة.. إذن فإن مرحلة الانتقال من الاشتراكية إلى الشيوعية يبدو أنها لن تنتهي بل في النهاية نجد أن مسألة الانتقال نفسها خرافة أيضاً ... بل ليس هناك انتقال من مرحلة إلى أخرى، وان ما حدث لا يعدو دورانا في حلقة مفرغة فمثلا إذا قامت الثورة فإننا نسميها بروليتارية أو ثورة شيوعية_ دفعة واحدة وهى قامت على المجتمع الرأسمالي(على المجتمع القيصري) مثلا.. وأقامت المجتمع الجديد الذي نراه الآن.. مجتمع الحزب الواحد والقطاع العام الواحد ومجتمع الدولة البيروقراطية(المجتمع الماركسي)_ هذا يعنى أن الماركسية قد تحققت فورا بقيام هذه الثورة، وليس هناك انتقال قبله ولابعده ... وسيبقى الوضع هكذا قريبا، يعني أن الدولة السوفيتية ...
ليس هناك امكانية لتغييرها اطلاقا، ستبقى هكذا إلى النهاية.. ان الحكومة لن تختفي مثل ما تنبأ ماركس.. والانتاج لن يتكدس حتى تقع الشيوعية ولكن كلما واجهتهم أزمة فسيضطرون إلى معالجتها_ مثل أي دولة عادية إذا استمرت الدولة السوفيتية كما هي عليه الآن فإنها ستبقى دولة كلاسيكية عادية بهذا الشكل تعمل للحفاظ على وجودها بالنظام الاقتصادي والسياسي الذي ارتضته لنفسها، وليس هناك أي احتمال للانتقال من هذا النظام اطلاقا_ وأي مشكلة تواجه هذه الدولة ستعالجها بامكانياتها المتاحة_ مثل أي مجتمع في أي مرحلة من مراحل التاريخ عندما تواجهه أزمة.
لكن الأزمة الخطيرة المتوقعة للدولة السوفيتية هي الأزمة إلى تشبه أزمة بولندا ذلكم هو التناقض بين البروليتاريا والحزب الشيوعي..
ولقد تأكد كذب الخرافة التي كانوا يصدقونها وهى أن الحزب الشيوعي هو طليعة البروليتاريا(طليعة الشغيلة).. وهو ممثلها وهو الذي يقود الدولة لمصلحة الشغيلة إلى أن تتحقق الشيوعية.. وعندما تتحقق الشيوعية يختفي الحزب والحكومة التي يقيمها وكل الأجهزة الرسمية- وتقوم الشيوعية، لكن الذي حدث الآن هو أن الطبقة العاملة ظهر التناقض واضحا بينها وبين الحزب الذي يقودها فحكم بعد ذلك على الحزب الشيوعي أنه أداة حكم تقليدية تريد أن تسيطر على الطبقة العاملة وعلى المجتمع لفائدة السلطة.. وليس لأي غرض آخر.. هذا ما أكدته أزمة بولندا الآن..
أزمات أخرى تحت الأرض في تشيكوسلوفاكيا وفي رومانيا وحتى في الاتحاد السوفيتي- غير أن بولندا انفلت فيها الزمام ... وعليه فان نظرية المراحل غير صحيحة.. ان الشغيلة نفسها فرضت هذا التحليل.. وقالت بلسان الواقع لا نستطيع أن ننتظر أكثر من هذا الانتظار ولا نستطيع أن نتنازل عن هذا الجهد ... إلى الأبد.. حتى يتم هذا الانتقال، كأنهم يقولون ان هذا الانتقال خرافة، إذن يجب أن نناقش الوضع الذي نعيشه، فالمشكل الآن في بولندا يدور حول سيطرة الحزب وحول الأجور... ومعنى هذا أنه ليس للشغيلة صبر إلى أن تتحقق الشيوعية.. أقصد الانتقال برمته يبدو انه خرافة ... هذا ما أكدته الوقائع العملية الآن في التاريخ المعاصر_ أما من الناحية التحليلية من وجهة نظرنا_ فاننا أصلا لا نرى أي مبرر للمراحل الانتقالية..
فالوقت اللازم لتدمير النظام الملكي في ليبيا واقامة النظام الجمهوري ومن بعد الجماهيري.. الوقت الكافي لتدريب الشعب على السلاح ليصبح مسلحا ويختفي الجيش.. إنما يطول ويقصر حسب الجهد المبذول، فإذا قامت الجماهير الشعبية بالثورة وداهمت السلطة الحكومية واقامت بدلا عنها اللجان الشعبية وانتظمت الجماهير في المؤتمرات الشعبية فإن الحكومة تختفي نهائيا وبشكل فوري، نتيجة ذلك.
ان ذلك قد يتحقق في شهر واحد، والثورة التي يقدر الشيوعيون آلاف السنين لحدوثها ولاختفاء رموزها اتضح انها قد تختفي فجأة.. فإذا كان الشعب قادرا على القيام بالثورة الآن فيستطيع فورا أن يحل محل الحكومة وتختفي الحكومة فجأة.. وإذا كان العمال قادرين للسيطرة على مواقع الانتاج فيمكنهم الانتقال فورا وفي يوم واحد من أجراء إلى شركاء وتختفي الرأسمالية وأرباب العمل بعد ذلك فورا.
على أن النظرية التي طرحها الكتاب الأخضر، والثورة الشعبية التي تنبأ بها واداتها اللجان الثورية هذه النظرية قد ألغت المراحل لأنه ليس لها وجود علمي بل هي خرافة ودجل تاريخي مارسته الأحزاب الماركسية للهيمنة على الجماهير الشعبية حتى تخضع لها إلى الأبد.. إذن المراحل ليست حتمية.. ويمكن الغاؤها بالثورة الشعبية.
هذا بتركيز شديد خلاصة قضية(المراحل) المرتبطة بموضوع/الطبقات/ فإلى الآن ليس هناك تعريف متفق عليه يبين ما هي الطبقة.. وهذا يعنى انه ليس لها أي تعريف محدد. أقصد أن هناك عدة تعريفات للطبقة.. ولكنها مجرد وجهات نظر مختلفة.. وتفاسير للطبقة. إذن فليس هناك تفسير متفق عليه لمعنى الطبقة...
الذي وضح الطبقة وأدخلها في علم الاجتماع والسياسة هو المذهب الماركسي لأنه يعول على طبقة البروليتاريا في الثورة لتوصل الشيوعيين إلى السلطة.. وهناك تناقض واضح بين الشغيلة وأرباب العمل.. بين الرأسمالية والطبقات العمالية.. ولكن الماركسية استغلت هذه الحقيقة للوصول إلى السلطة..
وقد أولوا لهذا السبب اهتماما كبيرا بتعريف الطبقة لكن التعريف الماركسي تعريف مزور وغيرعلمي.. وأناني مجرد من كل المعاني وجىء به ليفيد الحزب الشيوعي للوصول إلى السلطة.. وهم يقسمون المجتمع إلى طبقتين فقط. طبقة مستغلة وطبقة مستغلة.. ويختصرون تعريفهم للطبقة على انها هي/المجموعة المنظمة الواعية بوضعها الاجتماعي/ هذا تعريف غير علمي.. عاطفي.. أناني.. يعنون به الشيوعيين وأنصارهم من العمال الواعين والقادرين على الثورة بعد ذلك.
إن الثورة التي يقوم بها الحزب الشيوعي(مستغل الطبقة العاملة) تنسب بعد دلك للطبقة البروليتارية لماذا؟ يقولون الطبقة هي المنظمة القادرة على القيام بالثورة إذن عندما يقوم هؤلاء بالثورة.. من هو صاحبها؟ من قام بها؟.. هل قامت بها طبقة الشغيلة الكادحة؟ هذا كله تزوير وليس صحيحا.
الشيوعيون يقومون بالثورة فعلا على الرأسمالية.. لمصلحة الشيوعيين أنفسهم ولمصلحة الحزب الشيوعي كي يصل إلى السلطة..
ولكي يصل إلى السلطة سيستغل التناقض بين أرباب العمل والعمال.. كأنه يستغفل الطبقة العمالية لكي توصله للسلطة.. مثلما الضباط يستغفلون الجنود ليوصلوهم الى السلطة حتى يتم التغرير بآلاف الجنود لتصل مجموعة من الضباط إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري ينسب بعد ذلك الى الجيش ويقال بأن الانقلاب قام به الجيش أو القوات المسلحة وهكذا فان مجموعة من الشيوعيين الواعين المنظمين الذين يريدون الوصول الى السلطة يغررون بالعمال ويقومون بالثورة على الطبقة الرأسمالية، ان العمال لا يصلون الى السلطة.. الذي يصل إلى السلطة هو الحزب الشيوعي.. على أكتاف الشغيلة.. ويستمر في السلطة إلى أن تتحقق الشيوعية أو يظهر تناقض ببن العمال وبين الحزب الشيوعي مثل ما حدث الآن في بولندا وفى غيرها.
التعريفات متعددة للطبقة..(إن للطبقة تعريفات متعددة فهناك من يحددها بالدخل ومن يحددها بالمرتبة الاجتماعية ومن يحددها بالثقافة ومن يحددها بالمصلحة، والذي يحددها بالوعي الطبقي مثل ماركس. انها تحديدات وتعريفات متعددة للطبقة، لكن الحل دائما يكمن في الواقع يعنى تحليل الواقع هو الذي يأتيك بالجواب على كل شيء فاذا حللنا الواقع سنجد الطبقة هي الاحتكار(الطبقة عبارة عن احتكار)، هذا ما يقوله الواقع: ان أي جماعة من الناس تحتكر شيئا فان هذه المجموعة تشكل طبقة ما في ذلك شك، فمثلا الجيش يشكل طبقة لأنه يحتكر السلاح، السلاح شيء واحد ومجموعة من الناس تحتكره، هذا يشكل طبقة، الطبقة هي احتكار، التجار إذا هم احتكروا التجارة يشكلون طبقة، الموظفون إذا كانوا يحتكرون الوظيفة الرسمية يشكلون طبقة.. أرباب العمل عندما يكون بيدهم العمل فان فرص العمل والتشغيل محتكرة من قبلهم وهم لذلك يشكلون طبقة، والذي يحتكر الانتاج الزراعي يشكل طبقة والذي يحتكر المواصلات وحركة النقل يشكل طبقة والذي يحتكر الدين والفتوى يحلل ويحرم للآخرين وليس أمام الآخرين من سبيل سوى تطبيق ما يقول بسبب احتكاره للدين هؤلاء المحتكرون هم طبقة..
والحل: هو تدمير المجتمع الطبقي واقامة مجتمع لا طبقي هذا يذهب بنا أبعد من الماركسية التي ترى المجتمع مقسما الى طبقتين عمال ورأسمالية والحل هو ان العمال يجب أن يثوروا على الطبقة الرأسمالية ويحطموها ويحلوا هم محلها ليصبح المجتمع من طبقة واحدة. وقد تحدثنا عن هذا الطرح وظهر لنا زيفه، فالتناقض مازال مستمراً بين الحزب الحاكم وبين الشغيلة المحكومة علاوة على أن المجتمع الماركسي توجد في داخله الطبقات رغم اعتقادهم بأنهم صفوها فقد قسموا المجتمع إلى طبقتين واحدة ثارت ضد الأخرى وحطمتها وبقيت طبقة العمال لكن واقع المجتمع الماركسي هو أنه متكون من عدة طبقات في الداخل، فالحزب الذي يحتكر السلطة يشكل طبقة هي الطبقة الحاكمة، والجيش الذي يحتكر السلاح يشكل طبقة فمنظمة التضامن في بولندا باستمرار يهددها الجيش البولندي يعني أن آخر شيء يمكنهم الالتجاء إليه هو تدخل الجيش يعنى تسليط طبقة العسكريين عل طبقة العمال لأن العسكريين يحتكرون السلاح الذي هو مفقود عند العمال. إذاً هناك خلل في المجتمع فالناس ليسوا أحراراً بسبب وجود طبقات تحتكر شيئا حيويا في المجتمع إن احتكار السلطة هو أخطر شيء في المجتمع وكذلك احتكار رأس المال واحتكار السلاح أيضاً. لكن الحل هو فعلا اقامة مجتمع لا طبقي وتدمير الطبقات ووفقا لهذا التحليل أصبح بامكان أي إنسان ان يصل بسهولة إلى الحل بنفسه وهو تدمير الاحتكار ما دامت الطبقة هي احتكار، ونحن نرى الحل أن يصبح كل الناس.. متساوين، وتنتفي الشرور من المجتمع بتحطيم مجتمع الطبقات ومعنى هذا أن يتحطم الاحتكار بجميع انواعه.. بتحطيم احتكار الرياضة والفنون والثقافة والدين والسلاح ورأس المال والثروة عموماً الأرض وما عليها السلطة والادارة وكل حاجات الانسان المحتكرة يجب أن يتم تحريرها بتدمير الاحتكار. لأننا إذا قضينا على الاحتكار فاننا قد قضينا على الطبقات. إذن يمكن أن يقع صراع طبقي إذا وجد الاحتكار ولا يمكن تجنب الصراع الطبقي إلا بقيام الثورة وتدمير مجتمع الطبقات ليس هناك امكانية لتفادى الصراع الطبقي بهذا التعريف المبني على الاحتكار إذا وجد احتكار وجد الصراع الطبقي. فالناس دائماً يتصارعون مع أولئك الذين يحتكرون حاجاتهم.
والحل العلمي الذي نقدمه
هو تدمير كل الطبقات عن طريق تدمير الاحتكار بجميع انواعه. فهناك مثلا احتكار من الفلاحين للمنتجات الزراعية. مادام مجموعة من الناس فقط هي التي تنتج الانتاج الزراعي إذن هي تحتكر الانتاج الزراعي وتستغل المجتمع نتيجة وجودها هي الوحيدة المحتكرة لهذا الجانب من العمل.. أو تنتج هذا الانتاج.. وهذا واضح الآن إذ يستطيع أي منا أن يتحكم في انتاج الآلة وفي ثمن الانتاج الزراعي اذا احتكر الانتاج واحتكرا لتسويق أما في السوق الشعبي فتجد المنتجات الزراعية رخيصة وأرخص من التي يبيعها الفلاح مباشرة..لكن السوق الذي هو المجتمع يتحمل الفرق.. أي أن السوق يتم استغلاله من طرف الفلاح.. لأنه يبيع كما يريد.. ومن الصعب تقدير الجهد المبذول في هذا الانتاج.. ومن الصعب تقدير ثمن التكلفة لأي سلعة إذن الفيصل في هذا دائما الاحتكار فالشخص الذي ينتج وحيدا ويحتكر هذه المادة هو الذي يقول في النهاية القول الفصل في هذا الموضوع..
وسيستمر هذا الاحتكار وهذا الاستغلال لأن الفلاحين يحتكرون المواد الزراعية ويستغلون المجتمع.. والصحيح أن يكون كل منا قادرا على زراعة ما يستهلكه من الخضر، أما قضية التصدير فهي أن يأخذ الفلاح الزائد عن استهلاكه ويبيعه للأسواق الخارجية.. وبذلك ينتهي مجتمع الاستغلال.
كما أن السلاح سيبقى محتكرا من طرف العسكريين وعند الضرورة يستخدمونه كما يريدون ضد بقية أفراد المجتمع العزل.. إلى أن يتم تحطيم هذا الاحتكار بتدريب الشعب على السلاح واستيلائه عليه عندها يتساوى كل الناس في امتلاك هذه المادة فلا تكون محتكرة ولا ينشأ عنها طبقة بعد ذلك.
السلطة أيضا تعد الآن حكرا على الطبقات الحاكمة في العالم كله تعمل بها ما تشاء.. وفي المجتمعات التقليدية الواعية جداً بدأت توجد معوقات نتيجة الوعي الشعبي لاستعمال السلطة مجرد معوقات فقط.. ولكن السلطة تستطيع أن تفعل ما تشاء وتستغل المجتمع..
فيكون على الشعب الأمريكي مثلا مهما كان واعيا ومهما عارض أن يموت في فيتنام.. إن السلطة وحدها هي التي زجت به في حرب فيتنام.. وقد استطاع الصهاينة وهم حزب يميني رجعي مغامر أن يغزو فلسطين المحتلة وأن يحارب في كل اتجاه وان يزج باليهود في حروب مستمرة لأنه يحتكر السلطة وستكون نتيجة هذه الحروب ونتيجة غزوهم لفلسطين هي تدميرهم.. وقد لا تكون هذه هي رغبتهم ولكنها نتيجة الاحتكار للسلطة.. ولعل ذلك ما يؤدى اليه تسلط الطبقات دائما على أي مجتمع من الناس بسبب احتكارها لأساسيات وجودها الحياتية.